أبدا تحن إليكم الأرواح
ووصالكم ريحانها والراح
32 / 1وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم
وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
32 / 2وا رحمة للعاشقين تكلفوا
سر المحبة والهوى فضاح
32 / 3أهل الهوى قسمان: قسم منهمو
كتموا، وقسم بالمحبة باحوا
32 / 4فالباحئون بسرهم شربوا الهوى
صرفا فهزهموا بالغرام فباحوا
32 / 5والكاتمون لسرهم شربوا الهوى
ممزوجة فحمتهمو الأقداح
32 / 6بالسر إن باحوا تباح دماؤهم
وكذا دماء العاشقين تباح
32 / 7وإذا هم كتموا تحدث عنهم
عند الوشاة المدمع السفاح
32 / 8أحبابنا ماذا الذي أفسدتم
بجفائكم غير الفساد صلاح
32 / 9خفض الجناح لكم وليس عليكم
للصب في خفض الجناح جناح
32 / 10وبدت شواهد للسقام عليهم
فيها لمشكل أمهم إيضاح
32 / 11فإلى لقاكم نفسه مرتاحة
وإلى رضاكم طرفه طماح
32 / 12عودوا بنور الوصل من غسق الدجى
فالهجر ليل والوصال صباح
32 / 13صافاهم فصفوا له فقلوبهم
في نورها المشكاة والمصباح
32 / 14وتمتعوا فالوقت طاب لقربكم
راق الشراب ورقت الأقداح
32 / 15يا صاح ليس على المحب ملامة
إن لاح في أفق الوصال صباح
32 / 16لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى
كتمانهم.. فنما الغرام فباحوا
32 / 17سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها
لما دروا أن السماح رباح
32 / 18ودعاهم داعي الحقائق دعوة
فغدوا بها مستأنسين وراحوا
32 / 19ركبوا على سنن الوفا ودموعهم
بحر وشدة شوقهم ملاح
32 / 20والله ما طلبوا الوقوف ببابه
حتى دعوا فأتاهم المفتاح
32 / 21لا يطربون بغير ذكر حبيبهم
أبدا فكل زمانهم أفراح
32 / 22حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم
فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
32 / 23أفناهم عنهم وقد كشفت لهم
حجب البقا فتلاشت الأرواح
32 / 24فتشبهوا إن لم تكونوا مثل
إن التشبه بالكرام فلاح
32 / 25قم يا نديم إلى المدام فهاتها
في كأسها قد دارت الأقداح
32 / 26من كرم أكرام بدن ديانة
لا خمرة قد داسها الفلاح
32 / 27هي خمرة الحب القديم ومنتهى
غرض النديم فنعم ذاك الراح
32 / 28وكذاك نوح في السفينة أسكرت
وله بذلك رنة ونياح
32 / 29وصبت إلى ملكوته الأرواح
وإلى لقاء سواه ما يرتاح
32 / 30وكأنما أجسامهم وقلوبه
في ضوئها المشكاة والمصباح
32 / 31من باح بينهم بذكر حبيبه
دمه حلال للسيوف مباح
32 / 32تم نظم ابياتها في القرن الثامن عشر الميلادي كبداية للنهوض بالشعر الحديث بعد فترة كبيرة من الخفوت
يا جد السلاله .. يا مجمع جماله .. يا جميل فى جماله .. جميل لا مثالا .. فائق للبدور .. مقتبس بنورا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته .. والبيت يعرفه والحل والحرم .. هذا ابن خير عباد الله كلهم .. هذا التقي النقي الطاهر العلم .. هذا ابن فاطمة، إن كنت جاهله .. بجده أنبياء الله قد ختموا
على بلد المحبوب ودينى .. للنبى وأشوفه بعينى .. أنا مشتاق لرسول الله .. طال شوقى و البعد كوينى .. يا مسافر لحبيب الروح .. خدنى معاك لطبيب الروح
تملكتموا عقلي وطرفي ومسمعي .. وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي .. وتيهتموني في بديع جمالكم .. ولم أدر في مجر الهوى أين موضعي .. وأوصيتموني لا أبوح بسركم .. فباح بما أخفي تفيض أدمعي
ما مد لخير الخلق يدا .. أحد إلا وبه سعدا .. فلذاك مددت إليه يدی .. وبذلك کنت من السعدا .. باب لله سما وعلا .. قدرا وامتاز بکل علا
نهج البردة تمت في القرن الثالث عشر الهجري و سار فيها أمير الشعراء علي خطى الإمام البصيري
حب النبى والآل دينى .. ومذهبى حقا ويقينى .. وعدتى فى كل حين .. دوما فإنى لا أضام .. فالشمس بعض من سناه .. والبدر نوع من ضياه
قمر قمر سيدنا النبي قمر .. وجميل سيدنا النبي ياجميل .. ضليع الفم براق الثنايا .. جميل الصدر رؤيته منايا .. مفلج نوره يخطف عنايا .. ويفتر مثل عن حب الغمام
عليك صلاة الله ثم سلامه .. ألا يا رسول الله أني مغرم .. صببت دموعا يشهد الحزن أنها .. أتت من فؤاد بالغرام متيم .. وليس له من ذا التتيم مشرح .. سوى أن يرى معشوقة فيسلم